• ما وراء تقنية استخلاص الحمض النووي!
تحتوي جميع الكائنات الحية على الحمض النووي في خلاياها وهو عبارة عن جزئ طويل يتكون من سلسلة من النيوكليوتيدات وترتيب هذه النيوكليوتيدات هو ما يجعل الكائنات الحية تشبه الكائنات الأخرى من نوعها ومع ذلك تختلف كأفراد. وتُمثل الجينات أجزاء محددة داخل جزئ الحمض النووي الطويل هذا، وفي الخلايا حقيقية النواة يتم تنظيم الحمض النووي ككروموسومات في عضية تسمى النواة بينما الخلايا البكتيرية والتي ليس لها نواة، يتواجد الحمض النووي الخاص بها في صورة حرة بداخل الخلية أو قد تتواجد في صورة قِطع دائرية من الحمض النووي تسمى بلازميدات والتي توجد في سيتوبلازم الخلية. ومن أجل دراسة الحمض النووي علينا أولا إخراجه من الخلية ثم فصله عن السائل الخلوي والبروتينات بحيث يتبقى الحمض النووي نقي. ويتم استخراج الحمض النووي عن طريق ثلاث خطوات أساسية وهي التحلل، الترسيب، التنقية.
في خطوة التحلل يتم تحليل الجدار الخلوي والنواة لتحرير الحمض النووي بالداخل عن طريق استخدام الاضطراب الميكانيكي أو بعض الإنزيمات، وبعد تحرير الحمض النووي من النواة يصبح مختلطا بباقي أجزاء الخلية لذلك تعمل خطوة الترسيب على فصل الحمض النووي عن باقي أجزاء الخلية ويتم ذلك عن طريق استخدام أيونات الصوديوم فتحيد الشحنات السالبة عن جزيئات الحمض النووي فتصبح أكثر استقرارا وأقل قابلية للذوبان في الماء ثم يضاف الكحول فيؤدي ذلك إلى ترسيب الحمض النووي من المحلول المائي لعدم قابليته للذوبان في الكحول. بعد ذلك يمكننا إزالة أي مادة متبقية غير مرغوب فيها والبقايا الخلوية باستخدام الكحول وتعرف هذه الخطوة باسم التنقية. وبعدها يتم تخزينه في وسط قلوي قليلا لاستخدامه فيما بعد.
بالرغم من أنه يمكن للعلماء شراء تقنيات حديثة لاستخلاص الحمض النووي للاستخدام حيث إنها تعمل على استخراج الحمض النووي من أنواع معينة من الخلايا أو أنواع العينات ألا أنه يكون استخدامها مكلفا إذا اسُتخدمت بشكل روتيني. لذلك فإن العديد من المعامل لديها طرقها الخاصة بها في استخلاص الحمض النووي. من المهم جدا معرفة كيفية استخلاص الحمض النووي وكيفية التعامل معه لأنه لا غنى عنه ويستخدم في العديد من التطبيقات والمجالات المختلفة مثل الاستنساخ واستخدامه في الفحص الجنائي كالكشف عن البصمات الوراثية وغيرها من التطبيقات الأخرى.
الكاتب: فاطمة سيد
